شدرات من التاريخ

لا تسعفنا المصادر التاريخية السابقة على القرن 16 في التوصل الى تاريخ تاسيس القلعة لدالك فالرايان اللدين سنعرضهما في هده الورقة هما مجرد اجتهادين تختلف درجة
مصداقيتها حسب المعطيات التي ينطلقان منها .

اما الراي الاول فيعتبر القلعة من تاسيس السلطان العلوي المولى اسماعيل في نهاية القرن 17 م و بداية القرن 18 م في اطار سياسته القائمة على بناء مجموعة من القلاع و القصبات لمراقبة القبائل الجبلية و متابعة تحركاتها بهدف منعها من النزول الى السهول و عليه فان بناء القلعة يندرج في هدا الاطار و يرتبط بهده الفترة التاريخية و في هدا الصدد
يقول J.PEGHRIER ;_ يرجع تاريخ القلعة الى عهد المولى اسماعيل 1672-1727 و يدعم رايه بما تبقى من صور القلعة الراشية التي يعتبرها النواة الاولى للمدينة .

اما الراي الثاني فيرجع تاسيس القلعة الى زمن اقدم من ذلك و بالضبط الى العهد المرابطي . و في هدا الصدد يقول الاستاد شوقي الحسن ان القلعة بناء مرابطي قديم
لاغراض امنية اساسا و عسكرية ….. اضيفت اليها بنايات اخرى ايضا عسكرية و كذا ترميمات خاصة في العهد الاسماعيلي و الى القرن التاسع عشر .

و يعتمد هدا الراي على كون المدينة كانت موجودة ومعروفة باسماء كلها بربرية مثل )كاينو ) و )لكرار) وان تاسيسها من طرف المرابطين كان لحراسة الطريق بين فاس و مراكش و لتعمير البلاد و محاربة بدعة بورغواطة .

hist

و مهما يكن من امر فان الدليل المكتوب يشير الى وجود القلعة اواخر القرن 16 ميلادي ، ايام حكم الدولة السعدية تحت اسم قلعة لكرار .
الشيء الذي يرجح ان يكون تاسيسها سابقا لحكم المولى اسماعيل و حتى بحكم السعديين .
و اذا اخذنا بعين الاعتبار عناية الموحدين بالمنطقة المتمثلة في حفر ساقية اليعقوبية التي تخترق ممر واد كاينو الاستراتيجي الى الجنوب من قلعة لكرار لتنقل المياه المجلوبة من الواد الاخضر الى مدينة صافي الواقعة بوسط سهل البحيرة .لرجحنا الراي القائل بان تاسيس القلعة يبقى سابقا على العهد الاسماعيلي و حتى على العهد السعدي و من الادلة المكتوبة التي تشير الى وجود القلعة في القرن 16 م هناك نصان على قدر كبير من الاهمية.
اما النص الاول فهو المورخ المغربي الفشتالي -المتوفى سنة 1621 ) فيرجع تاريخه الى سنة 1588 م حيث يقول : فاقام )احمد المنصور السعدي ) هناك ) مدنة مراكش ) نصف شهر ; و نحوه فارتحل و عاج على واد السد و تثاقل في الطريق ليقضي وطرا من الصيد ;ولما نزل بساحة قلعة لكرار و تلوم بها اياما وافته البشارة بما سني الله عنده بتيطاون و الفتح و الاستيلاء على المشركين اهل سبتة ),
فقلعة لكرار اذن كان يقصدها ملوك الدولة السعدية وعلى راسهم احمد منصور للراحة و ممارسة الصيد .و بما ان النص لم يشر الى بنائها خلال هذه الفترة فالاحتمال الاقرب الى الصواب انها كانت موجودة قبل وصول السعديين الى الحكم .
اما النص الثاني فتمت كتابته 8 سنوات بعد دالك من طرف مؤرخ برتغالي مجهول و ذالك سنة 1956 م يقول هذا الرحالة البرتغالي : على بعد عشر مراحل من مراكش من جهة الشرق توجد مدينة صغيرة تسمى لكرار  حيث يمتلك ملوك البربر كثيرا من الخيل .
كما ان قواد مراكش يتوفرون في هذه المنطقة على قطع ارضية لانتاج القمح و يخترق وسط هذه المدينة نهر باطني محفور باليد يسمى الجديدة التي تجلب الكثير من ماء واد تساوت .
ويقال انه اثناء فتح اسبانيا قام الملك بحفر هذه الساقية باستعمال الاسرى المسيحيين وعدهم باطلاق سراحهم فور الانتهاء من حفر الساقية

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*